الثلاثاء، 11 أبريل 2023

كروان الحقيبة كرومة

كروان الحقيبة الراحل كرومة ولد كرومة واسمه الأصلي عبد الكريم عبد الله مختار في عام 1905 م بحي السيد مكي بمدينة أم درمان, وينتمي من جهة والده إلى آسرة آل شيخ العرب العبادي، وهي إحدى الأسر المشهورة في أم درمان قديماً والتي ينتمي إليها أيضاً فنان موسيقى الحقيبة السودانية الشهير محمد أحمد سرور وكان عبد الله مختار والد كرومة يعمل فنياً في إصلاح الساعات وبيعها, تلقى كرومة تعليمه الأولي في خلوة الفكي عبد الرحمن بمسقط رأسه لتعلم مباديء الكتابة وحفظ آيات القرآن وبعد بلوغه السن القانونية للتعليم الحكومي العام التحق بمدرسة الهجرة الأولية، ثم نقل إلى مدينة عطبرة لتعلم مهنة النجارة بقسم النجارين التابع لورشة السكة الحديدية هناك، لكنه سرعان ما غادر عطبرة عائدا إلى أم درمان حيث فتح محلاً لغسيل الملابس وكيّها، كذلك عمل في طلاء جدران المباني لفترة من الزمن قبل أن يتفرغ نهائيا لفن الطرب والغناء وامتهانه. يعود عشق كرومة للموسيقى إبان فترة صباه عندما كان يسمع والدته المطربة مستورة بنت عرضو، وهي تؤدي الأغنيات الشعبية. وبدأ تجربة الغناء وهو لم يتجاوز سن الرابعة عشر، وبعد ذلك صار يغني لزملائه في المدرسة, وقد تأثر كرومة في بداية ولوجه إلى عالم الموسيقى والغناء بمنشدي المدح والإنشاد الديني في حلقات المديح النبوي بحي السيد المكي بأم درمان الذي كان يقطنه وقد كان من ضمن قراء قصائد المدح النبوي وزعماء الصوفية والمنشدين في جناح طائفة الختمية اثناء احتفالات المولد النبوي في ميدان المولد في أم درمان, وكان يحرص على سماع أغاني الفنانين الرواد الذين سبقوه أمثال محمد أحمد سرور، وعمر البنا، وعلي الشايقي وفي العام 1926م انضم كرومة إلى فرقة الفنان سرور في العام 1926م ولكن بعدما استقل فنياً عنه، يقتدي به في حسن الهندام وإحكام الصنعة واتقان الألحان والروايات وتجويدها وحسن سباكتها. الفنان الخالد كرومة وضع أساسا للأغنية السودانية واستطاع النفاذ الى مجامع القلوب بفضل سلوكه القويم وصوته الاوبرالي بشهادة الخبراء والصوت الاوبرالي هو الصوت الفخيم في كل الحالات في القرار والجواب هذا بالإضافة لالحانه المدهشة ولكل هذا وذاك استطاع كرومة ان يأخذ مكانه الصداري في خارطتنا الغنائية ونجد ان فنه مر بمراحل متعددة وهي : - مرحلة كان يغني فيها أغاني سرور وسيد عبد العزيز. - مرحلة كان يغني فيها اغاني صالح عبد السيد (أبو صلاح). - مرحلة كان يغني فيها أغاني محمد بشير عتيق وعمر البنا. اسم التدليل (كرومة) اتى له لان والدته كانت تحبه كثيرا وهذا مافسره البعض ان اسم كرومة الذي كانت تناديه به والدته هو تصغيرا لعبد الكريم وهنالك رايا أخر يقول ان والدته اطلقت عليه اسم كرومة عندما زار اللورد كرومة السودان واستقبل استقالات رسمية فخمة فبهرها ذلك وأطلقت عليه اسم كرومة لعله يكون رجلا عظيما مثله. كان يحكى عن كرومة مايشبه الأساطير من ذلك انه كان يلحن القصيدة في يوم واحد يتسلمها الصباح او الضحى أثناء النهار فتكون جاهزة في المساء ويتغنى بها وكان يتمتع بحس لحني دفاق بل كان قادرا ان يقرأ اللحن الداخلي للقصيدة من الوهلة الاولي ثم يغنيه أمام الجمهور بلا توقف وكان مجددا داخل البنيان اللحني للاغنية وإدخال تنويعات عليه بما يجعله زهرة ذات لون فريد في حديقة أغانيه وفي احدي المرات أرسل الشاعر محمد بشير عتيق حينما كان يعمل بكسلا قصيدة بالبريد على نادي الهلال وبعد ان استملها كرومة بدأ سريعا يترنم بها حتى ان المستمتعين طربوا لبدايات ذلك اللحن بل أن أحدهم وقف وقال لكرومة (هو الشاعر أرسلها لك ملحنة) وتسحضرنا في ذلك أغنية بدور القلعة التي لحنها كرومة وتغني بها في نفس الحفل وكانها لحنت من شهور وهي من درر شعرنا الغنائي وكل الحانه العذبة طرب لها الشعب السوداني ولازال صداها يتكرر في نشوة وطرب الى يومنا هذا. كان الشباب في تلك الفترة يمضي الى حيث يكون كرومة ففي المساء يكون كرومة جالسا في المقهى رجل نظيف البدن والهندام لايكاد أحد يجاريه في أناقته وحوله عدد من الشيالين فيعرفون أين يكون مكان الحفل في ام درمان اوالخرطوم او بحري فيدبر الشباب حالهم ويتبعونه أينما يكون ثم يبدأ الحفل والهواء ينشر الصوت في تسفاره الابدي ويشي به وكل موطن يبلغ الصوت في هداة الليل يحرك العشاق فيتجهون بارشاد الهواء الى موضع الحفلة ووالدي عليه الرحمة كان من ضمن أولئك الشباب الذين يتتبعون كرومة أينما يكن وفي تلك الفترة كان يسكن بحي الموردة بام درمان حسب ماحكي لي,, كان ذلك كرومة هبة السماء لهذا الوطن. استمع الحاج محمد أحمد سرور بعد عودته من أحد سفرياته للحن أغنية هل تدري يانعسان للشاعر محمد بشير عتيق من كرومة وأعجبه اللحن وطلب من كرومة ان يتنازل له عن هذه الاغنية وفعل عن طيب خاطر وأصبح يرددها سرور وعندما سافر الفنان حسن عطية مع سرور للترفيه عن الجنود في الحرب العالمية الثانية في شمال افريقيا استمع لها من حسن عطية وأعجب بادائه وتنازل له عنها وهكذا انتقل هذا اللحن الرائع من كرومة الى سرور الى حسن عطية. خرج صوت كرواننا خارج الحدود ولاسيما الشقيقة مصر التي كان يوليها غراما واهتماما ونجد ان رحلاته الى القاهرة قد تراوحت كالاتي : 1/ العام 1929م سافر مع عمر البنا والأمين برهان وسجل اغنيتي انا مامعيون ونظرة يا السمحة ام عجن. 2/ العام 1931م سافر مع عمر البنا والتوم عبد الجليل وكان كورس ولم يسجل أغاني. 3/ العام 1933م سجل اغنيتي ياسمير بنظرتك وجوهر صدر المحافل ودمعة الشوق. 4/ العام 1936م سافر مع عمر البنا والأمين برهان وسرور وسجل امتي ارجع لام در وحبيب الروح. 5/ العام 1939م سجل انا من صفاك مسحور وذوبت وجدا في هواك وقضينا ليلة ساهرة. عندما سافر كرومة الى مصر في اوائل العام 1929م لتسجيل اسطواناته اختار له أصحاب شركة التسجيل أصحاب الذوق العالي اسم .. كروان السودان .. كرومة وأيضا ذكر في لقب الكروان بان عمر البنا عندما استمع لكرومة اول مرة وسال عن صاحب الصوت وقيل له انه كرومة قال لهم هذا كروان. كان الناس في السودان تنتظر بلهفة وترقب وصول أسطواناته مع عمر البنا والأمين برهان وسرور وسجل امتي ارجع لام در وحبيب الروح. 5/ العام 1939م سجل انا من صفاك مسحور وذوبت وجدا في هواك وقضينا ليلة ساهرة. عندما سافر كرومة الى مصر في اوائل العام 1929م لتسجيل اسطواناته اختار له أصحاب شركة التسجيل أصحاب الذوق العالي اسم .. كروان السودان .. كرومة وأيضا ذكر في لقب الكروان بان عمر البنا عندما استمع لكرومة اول مرة وسال عن صاحب الصوت وقيل له انه كرومة قال لهم هذا كروان. كان الناس في السودان تنتظر بلهفة وترقب وصول أسطواناته